شاب يخترع جهازا يحول الفضلات لأسمدة في 36 ساعة

يشهد العالم اليوم تطوراً كبيراً في مجال صناعة النفايات الملوثة للبيئة وأضحى من الضروري إيجاد وسائل فاعلة للاستفادة منها عبر تحويلها من الشكل الملوث الضار إلى المفيد للتربة والمخصب لها، بهذه الكلمات بدأ صاحب جائزة أفضل مخترع شاب في معرض الباسل للإبداع والاختراع لهذا العام المهندس جمال عبد القادر مصري في حديثه لنشرة سانا الاقتصادية عن اختراعه جهازاً لتحويل الفضلات إلى سماد خلال 36 ساعة.

وأضاف مصري المقيم في حلب والبالغ من العمر 24 عاماً والحاصل على إجازة في الهندسة التقنية البيئية أن الجهاز الذي يعمل على تحويل هذه الفضلات إلى سماد بأسلوب البكتيريا المنشطة ينتج سماداً من النخب عالي الجودة الصنف الممتاز الذي يتمتع بمواصفات مطابقة تماماً للمواصفات السورية.

وبين أن استخدام هذا الجهاز يعود بفوائد تحويل المواد الملوثة للبيئة إلى مواد مفيدة بيئياً و الاستفادة المادية من بيع السماد المنتج والحد من الأرض اللازمة للتخلص من تلك النفايات وتوفير نفقات نقل الفضلات عند المعالجة ضمن المنطقة وتخصيب التربة ورفع مستوى المنتج الزراعي.

وأوضح أن ابتكار الجهاز مر بمرحلتين استغرقتا عاماً ونصف العام حيث عمل في مرحلة التصميم للوصول إلى أفضل تقنية تعطي العمل المطلوب من الجهاز فيما صمم في المرحلة الثانية الجهاز وبحجم مصغر حيث أجري عليه العديد من التجارب للتأكد من فاعليته وجودة المواد التي ينتجها وتقدر تكلفة الجهاز بسعة 15 طناً من الفضلات المفرومة حوالى 5ر3 ملايين ليرة سورية .

ويمكن استخدام الجهاز في أي مكان تتراكم فيه النفايات خضار وفواكه مثل أسواق الهال والمزارع والحقول والبساتين والمنازل مشيراً إلى أنه تم إجراء دراسة اقتصادية للمشروع واتضح أنه في حال تشغيله في سوق الهال في حلب التي تنتج يومياً مالا يقل عن 12 طناً من الفضلات المفروزة والجاهزة للمعالجة يتوقع أن يصل مردوده السنوي إلى 100 مليون ليرة حيث أن كل 1 طن من الفضلات يعطي حوالي 380 كغ من السماد العالي الجودة ويقدر سعر 1 كغ منه بـ10 ليرات أي كل 1 طن يعطي مردوداً مالياً بـ 3800 ليرة وبالتالي 49400 ليرة يوميا و 031ر18 مليوناً سنوياً.

وأشار مصري إلى أن الية عمل الجهاز تركز على اختصار الوقت اللازم لعملية تخميرالفضلات العضوية وتحويلها إلى سماد عبر تسريع العمل البكتيري المحلل للفضلات بأفضل تقنية ميكانيكية حيث أن التخمير الطبيعي عبر وضع الفضلات في الهواء الطلق يحتاج إلى شهرين تقريبا في حين عملية التهوية القسرية التي تعتمد على إدخال الهواء إلى الفضلات لتسريع عملية التخمر تحتاج من 8 إلى 16 يوما مع تكاليف زائدة .

وعند دخول هذه الفضلات إلى الخزان الاسطواني عن طريق المضخة الحلزونية يتم تشغيل المحرك الذي يعمل على تدوير الأذرع الدوارة التي تعمل على تقليب الفضلات ضمن الجهاز كما يتم ضخ الهواء عن طريق الضاغط ويكون الحراق الموجود ضمن المبادل في حالة عمل وذلك لتسخين الهواء الداخل إلى الخزان بين 60-70 درجة مئوية بهدف تسريع التفاعل.

ونتيجة لدوران الأذرع تخرج المياه من الفضلات وهذه المياه هي أساس التلوث للفضلات حيث يقدر الاحتياج الاوكسجيني لمعالجتها /بي و دي/ بـ30 ألف ملغ/للتر ويتم سحب هذه المياه إلى حوض الجمع لتتم هناك إضافة روث الطيور والغنم و عملية التحريك كما يتم ضخ الهواء عبر النوافث الموجودة في قاع حوض الجمع لتبدأ البكتيريا الموجودة ضمن الروث بالنشاط وتخفض الاحتياج الاوكسجيني بإجراء عملية الأكسدة وتبقى هذه العملية مستمرة لمدة 4 ساعات حيث تتم إعادة المياه من خزان الجمع إلى الخزان الاسطواني المحتوي على الفضلات الصلبة لترشح المياه من جديد وتبقى البكتيريا النشطة متوضعة خلال الفضلات العضوية الصلبة في الخزان الاسطواني و إطفاء الحراق ليدخل الهواء الطبيعي إلى الخزان لتبدأ البكتيريا بهضم المادة العضوية وتفكيكها .

وتابع: أما المياه الراشحه إلى أسفل الخزان الاسطواني تتم سحبها إلى خزان التجميع و ضخ الهواء عبر النوافث فيه لتجهيز البكتيريا من جديد و إدخالها بعد 4ساعات من التهوية حيث تنشط ضمن خزان الجمع بينما تكون البكتيريا الموجودة ضمن الخزان الاسطواني والتي تهضم المادة العضوية الصلبة قد فقدت قدرتها على الهضم والتي تكون بحاجة إلى إعادتها لخزان الجمع كي يتم تنشيطها مجددا.

وأشار إلى أن المعالجة تحتاج إلى 8 دورات خلال مدة زمنية تقدر بـ32 ساعة بمعدل 4 ساعات للدورة وفي الدورة الأخيرة ومدتها أيضا 4 ساعات يتم تشغيل الحراق للانضاج النهائي للسماد كما تساعد حرارة الهواء الداخل على قتل البكتيريا المتبقية ضمن المنتج كي لا تسبب اية مشكلات عند إضافتها للتربة.

وحسب مصري إن إنشاء محطة لمعالجة الفضلات ضمن سوق الهال في حلب يحتاج إلى عدد من المواد والآلات هي البيتون، الكروم ،بي في سي، محركات، مضخات،حراق، اسطوانة فضلات، شبكة تهوية، ضاغط هواء، أنابيب، وتضم أربعة أجهزة للمعالجة احدها احتياطي وتكون سعة الجهاز الواحد 13 طنا وتكلفته النهائية تقدر بـ 176ر3 ملايين ليرة وبالتالي التكلفة النهائية للاجهزة تقدر بـ 704ر12 مليونا ويحتاج المشروع إلى طاقة تكلفتها السنوية 200 ألف و يؤمن 10 فرص عمل بأجور تبلغ بشكل تقريبي سنوي 520ر2 مليون ومصاريف الآليات السنوية حوالي 27 ألفا لتصبح التكلفة المطلوبة للسنة الأولى من المشروع 694ر15 مليوناً وفي السنوات المقبلة قرابة 820ر2 مليون ليرة سنوياً.



ولاقى مصري بعض الصعوبات أثناء مراحل التصنيع تمثلت في الوصول إلى التصميم الدقيق بالنسبة للجهاز المصغر في ظل الإمكانيات المادية المتواضعة ولكنه تلافي هذه المشكلة معرباً عن أمله في أن تعمل الجهات المعنية بشكل جاد وفاعل لإيجاد البيئة المناسبة لعمل المخترعين والمبدعين وتوفير الدعم المادي لهم لتحفيزهم على البحث والتطوير.

وأضاف أنه خلال التصنيع لم يتم تبني المشروع وذلك لعدم ثقة المستثمرين به أما بعد عرضه وللمرة الأولى في معرض الباسل الماضي وحصوله على البراءة تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لاستثمار الاختراع مع عدد من هؤلاء من داخل سوريا وخارجها.

مشكور عالمعلومات الجميلة