إلى الأصدقاء طلاب البكالوريا القدامى

1-بدأت صيف البكالوريا والناس من حولي يقولون لي بأن البكالوريا هي سنة دراسية سهلة ولكن ماعليك إلا بالقليل من التركيز _طبعا ً انا فرحت لهذا الكلام_ .ولذلك وبعد سماع مثل هذا الكلام استخففت بالبكالوريا ولذلك كانت نتائجي كارثية مخزية. فكلما قلت لاحد ٍ من أصدقائي مجموعي صـُدم وقال لي:حرام لقد كنت من الأوائل فماذا فعلت بنفسك.
وماوجدته في النهاية هو ان البكالوريا هي وحش حقيقي إما أن تقضي عليه أو يقضي عليك.
2- أعتقد بأن على طالب البكالوريا _الذي يريد نجاحا ً كبيرا ً_ أن يدرس حوالي 9 ساعات فلم أجد بأن 7 ساعات كافية كما يـُقال.
3- ووجددت بأن الطالب إذا قصـّر بدراسته لاسبوع واحد فهو بحاجة إلى شهر او اكثر لتعويض هذا التقصير.
وإذا قصر شهر كامل فأنصحه بان يضع الكتب من يديه لأن عامه قد انتهى (هذا من وجهة نظري وتجربتي) لأن تقصير شهر وحتى لو كان الشهر الأول ذلك يعني نهاية الطالب.
4- النصيحة الأهم :لا تنظر إلى دراسة أصدقائك فأنا في هذا العام كنت أسأل أحد أصدقائي عن دراسته فيقول لي بانه لا يدرس أكثر من 4 ساعات وبأحسن الأحوال 5-ساعات وكان صادقا ً بكلامه ولذلك ظننت بأن دراستي الهزيلة جيدة بعد أن قارنتها بدراسة صديقي ولكن ماحدث بعد ذلك هو أن صديقي قبل فترة القطع بقليل درس دراسة غير معقولة وتمكن من الاستعداد التام للامتحان ولكنني أنا لم أتمكن من دراسة مثل هذه الدراسة فكانت النتيجة نجاحه بمعدل ممتاز وأنا نجاحي بمعدل مخجل. (لذلك فبعض الطلاب لديهم قدرة هائلة على الدراسة فلا يمكننا أن نقارن أنفسنا بأي شخص آخر).

بصراحة انا بدأت عام البكلوريا بطموحات كبيرة من دون أن أدرك حجم الصعوبات التي ستعترضني. تراخيت في بداية العام لأسباب ٍ مختلفة(بداية سهلة نسبيا ً للمنهاج-عدم اكتراث الطلاب-رؤيتي للعام بانه طويل جدا ً وأنا سأكون قادر على تعويض أي تقصير في المنهاج وغيرها من الأسباب....) وعلى مايبدو هو أن الفصل الأول سار كله على هذا المنوال من حيث لاأدري......
واستمر هذا حتى الفحص النصفي وكنت قد وجدت نفسي أمام تراكم ٍ هائل للدروس مثل(القومية بكاملها-آخر عدة صفحات من كل درس في الفيزياء-أكثر من نصف العلوم-أكثر من ربع الكيمياء-قصائد العربي........) فشعرت بأن العام القادم سيكون مصيري إن لم أحسن أموري في الفصل الثاني فظننت أنه بإمكاني تعويض تقصيري خلال هذا الفصل ووضعت برنامج دراسة منظـّم وقدّمت وعدا بأنني سأحسن أموري لأهلي وبعضا ً من أساتذتي الذين تعبوا معي خلال العام وبعض الأصدقاء ولكن.......
ماإن بدأ الفصل الثاني حتى تعرضت للضربة القاضية التي جعلت كلّ أحلامي تتلاشى وتتناثر و كانت هذه الضربة القاسية تتمثل بــ (قـِصر الفصل الثاني _فبينما كان الأول 4أشهر كان الثاني شهر ونصف_ وبأنه بدا لي جليـّا ً بان هذا الوقت من العام غير مخصص لدراسة التراكمات بل هو مخصص لدراسة أواخر الكتب التي لن نتمكن من أخذها بالمدرسة فهنا كنت بين نارين إما دراسة أواخر الكتب أو التراكمات ) فعندها أصبت بحالة اليأس التي يحذر منها الجميع وأعاد إلي احد الأساتذة بعض الأمل بأن فترة القطع تحتمل دراسة التراكمات ومراجعة المنهاج أيضا ً وحاولت فعل هذا ولكن وللأسف التراكمات كانت أكثر من أن أستطيع تحملها وهنا............انتهــــــــــــــــى عامي الدراسي وحتى قبل أن يبدأ الفحص....
كانت علاماتي متدنية فقد حصلت على 240/162 أستطيع دخول فرع الأدب الانكليزي ولكنني قررت أن أعيد عامي بالكامل.....

كان هذا هو عامي الكارثي على أمل بأن يكون عامي القادم أفضل بكثير.......
مع تمنياتي بألا يسمح أي طالب قادم لأي درس بأن يتراكم عليه لأن أي كلمة سيـُؤجل حفظها ستؤثر على أشياء أخرى بالدراسة..