تعددت الذكاءات و المعجزة واحدة 4

ثامناً- الذكاء الاجتماعي(Interpersonal Intelligence):
وهو القدرة على فهم الآخرين و إدراك حالاتهم المزاجية و التمييز بينها وإدراك نواياهم، ودوافعهم، ومشاعرهم. ويتضمن ذلك الحساسية لتعبيرات الوجه والصوت والإيماءات وكذلك القدرة على التمييز بين المؤشرات المختلفة التي تعتبر هاديات للعلاقات الاجتماعية، كما يتضمن هذا الذكاء القدرة على الاستجابة المناسبة لهذه الدلائل الاجتماعية بصورة اجتماعية (بحيث تؤثر في توجيه الآخرين).
كما يسمى الذكاء الاجتماعي في بعض المراجع بالذكاء العاطفي ويتمحور هذا الذكاء بالمحاور الآتية:
معرفة النفس(الوعي بالذات ومحاولة معرفة نقاط القوة والضعف مثلا)، إدارة النفس (والانتقال من الانفعال وردود الفعل المزاجية إلى استجابات مُختارة)، التحفيز الذاتي(أي القدرة على تحفيز النفس)، فهم الآخرين ولا يعني ذلك قبول ما يقولون أو رفضه وإنما محاولة فهمهم ورؤية الأمور من وجهة نظرهم قدر الإمكان والإنصات لهم وتفهم مشاعرهم.
يقول البرفسور هوارد جاردنر أنه لو أُضطر لاختيار أهم أنواع الذكاء فإنه سوف يُصوت لصالح الذكاء الاجتماعي، وذلك لأن الانسجام مع الآخرين شيء شديد الأهمية بالنسبة لنجاحنا وبقائنا.
حينما نكتشف المزيد والمزيد عما عليه الجنس البشري من طبيعة معقدة ومركبة تركيباً مدهشاً، فإن قدرتنا على التعامل مع فرد أو أكثر من البشر ترتقي لتصبح في حد ذاتها قدرة فائقة ولها عظيم الأهمية.
يتصف من يتمتع بالذكاء الاجتماعي بـ:
? الإحساس القوي بالآخرين و التعاون معهم من خلال العمل الفريقي. ? الميل إلى اتخاذ دور القائد للمجموعة، والقدرة على إعطاء النصح و الإرشاد للآخرين.
? الميل إلى الاشتراك في النوادي أو اللجان أو التنظيمات الأخرى. ? الشعور بالثقة أثناء العمل مع الآخرين.
? حب الألعاب الجماعية والاستمتاع بالعمل الجماعي. ? القدرة على إقامة شبكة من العلاقات الاجتماعية الواسعة مع الناس .
? يساعد الآخرين في حل مشكلاتهم. ? يعلّم الآخرين ما يتعلمه أو ما يعرفه.


هل تعلم؟
أن الكاتب المسرحي يعتبر مثالاً رائعاً لشخص يتسم بذكاء اجتماعي متطور، فحتى تكتب أو تمثل في مسرحية، عليك أن تتقمص الشخصيات المتنوعة التي تصفها.
من أعلام الذكاء الاجتماعي:
هل تستطيع أن تتخيل قضاءك 27عاماً في السجن؟!، وأن تعيش كل تلك السنين في عزلة تامة وإرهاق عصبي، وبعد ذلك تخرج لتصبح واحداً من أعظم الزعماء؟ هذا ما فعله"نيلسون مانديلا" بعد أن خرج من السجن بدأ بقيادة حشود الناس التي يفوق عددها مئة ألف شخص ليعانقها وليشعر بشعورها، وليتواصل مع الأطفال الزنوج الذين يعانون من الفقر في "سويتو" محولاً حزنهم إلى سرور، وليقابل المعلمين ويحثهم على أهمية التعليم، وليحصل لاحقاً على جائزة نوبل للسلام بفضل تواصله الناجح وذكائه الاجتماعي.

هل تتمتع بهذا الذكاء؟
لعمل صداقات بسرعة – تساعد الآخرين بسرعة – تستمتع بالعمل الجماعي – تحب أن تجعل الآخرين سعداء – تشعر بالثقة مع الآخرين – تحب أن تنظم أنشطة ولقاءات – تعرف حالة ومزاج الآخرين بسرعة – تعرف كيف تجذب الآخرين للعمل معك – تحب أن تتعلم مع الآخرين – تتكلم كثيراً – ترحب بكل الناس بحماس – نحترام آراء الآخرين – لديك القدرة على تحفيز الآخرين – تحل خلافات الآخرين .

بعض المهن المناسبة للذكاء :
مدير – حكيم – قائد عمل – مالك عمل خاص – مدرب – مستشار – محقق – مختص موارد بشرية – مقدم مقابلة – محامي – وسيط – مربية – مدير مكتب – شرطي – سياسي – مختص أو طبيب نفساني – علاقات عامة – موظف استقبال – مراسل – صحفي – مدير بيع بالتجزئة – مختص اجتماعي – متخصص بعلم الاجتماع – مدرس وكيل – تاجر – زعيم اجتماعي – ممرض .
يتعلم من خلال :
التعاون – المجموعة المشاركة – المقابلة – ألعاب جماعية .
تمارين لتقوية الذكاء :
انضم لفريق – التعرف على أناس جدد – حلل مواقف في التلفاز بالمواقف على حالة الناس من أصواتهم وإيماءاتهم – انضم لمجموعة تطوع في مساعدة الآخرين – تعلم مع الآخرين المشاركة في حل المشاكل أو التفاوض وإقناع الآخرين – جرب القيام بدور القائد – اتخذ مثل لك في هذا الجانب وحلل كيفية تعامله مع الآخرين – اسأل الآخرين عن خبراتهم – تعلم خطوات التعرف على الآخرين



قصة سوزوكي:
كان سوزوكي معلماً يابانياً وموسيقاراً وصانعاً للآلات الموسيقية، والاكتشاف الذي توصل إليه سوزوكي كان سبباً في تغيير الطريقة التي ينظر بها العالم بأسره إلى كل الأطفال و ذكائهم اللفظي والإبداعي، و قد جاء الإلهام الأول لسوزوكي عندما كان يقوم بزيارة لإحدى الحاضنات العملاقة لطائر القبرة.
يقوم مربو هذه الطيور من اليابانيين بأخذ الآلاف من البيضات وتحضينها داخل قاعات عملاقة ودافئة وتبدو وكأنها عش عملاق, وكان لا يتردد في هذه القاعات سوى صوت واحد لأحد القنابر البارعة في الغناء، وكان غناء الطائر الفريد يشبه إلى حد كبير موسيقى بيتهوفن.
لاحظ سوزوكي أثناء مراقبته لهذه الحاضنات أمراً نادراً أثار استغرابه وإعجابه في نفس الوقت. كان فرخ صغير قد فقس لتوه من البيضة وراح يقلد صوت تلك القبرة البارعة. بعد عدة أيام اتسعت الجوقة، لاحظ سوزوكي أن جميع الأفراخ راحت تردد صدى تلك القبرة الفريدة بدقة متناهية، كان مربوا هذه الطيور ينتظرون أن تصل أفراخهم إلى مرحلة يصبح لديها أسلوبها الخاص في الغناء...فينتقون أفضلها وأعذبها ليتعلم منه فراخ آخرون و هكذا تتكرر العملية.
فكر سوزوكي بما رآه - إذا كان هذا الطائر بعقله و حجمه الصغيران قادر على التعلم بهذه الدقة و الإتقان - فكيف بالعقل البشري؟
كان الاستنتاج الذي توصل إليه سوزوكي استنتاجاً ساذجاً بالنسبة لأصدقائه، وقد يبدو ذلك لك أيضاً للوهلة الأولى. كانت الحقيقة التي أثارته: هي أن كل طفل ياباني يمكنه التحدث باللغة اليابانية!.
شعر أصدقاؤه بالتململ إزاء ذلك الاكتشاف العظيم و قالوا له أنهم لا شك يدركون هذه الحقيقة, إلا أن سوزوكي أصر على أنه اكتشاف يستحق التأمل و أخذ يكرر :لا، لا، إن الأطفال يستطيعون ذلك فعلاً ، إنه أمر مدهش!.
في الحقيقة كان شأن سوزوكي في اكتشافه هذا شأن نيوتن, عندما اكتشف أمراً واضحاً و لكن أحداً لم يستطع تفسيره أو إدراكه وهو أن الطفل الصغير عندما يولد في بلد ما يكون قادراً على تعلم لغة هذا البلد و بصورة تلقائية خلال عامين. مما يعني أن الطفل الطبيعي قادر على تعلم عدد لا يستهان به من اللغات من خلال ذكائه وقدراته الكامنة!.


انتهى......


تحياتي
عاشـ العلم ـق

شكرااااااااااااا كتير موضوع قيم