استقالة فاروق سرية .. أفضل من استقالة الكرة السورية للمرة الخامسة المنتخب يكسر فؤاد جماهيره

لمرة الخامسة في تاريخه ، يخرج المنتخب السوري من بطولة كأس آسيا خالي الوفاض كاسراً فؤاد الجماهير وكالعادة من الدور الأول .

ولكن يبدو أن وقع الحدث كان أقسى هذه المرة على الشارع السوري.... والسبب كان الأمل المفرط والتفاؤل الذي تجاوز الحد، ولعل هذا التفاؤل لم يأتِ من عبث فتصريحات القائمين على اتحاد الكرة السورية كانت تبعث رسائل الأمل الكاذب للشعب السوري، وبعض الإعلاميين أفرطوا في تغطية الحدث وأفرطوا بالثقة بلاعبي المنتخب، متناسين المشاكل الكثيرة التي مر بها المنتخب، والنتائج السلبية التي حصدها في التحضير للبطولة، وهروب المدرب أو تطفيشه، وإسناد المهمة لتيتا قبل عشرين يوم وبقائمة جاهزة من اللاعبين وضعها القائمون على اتحاد الكرة السورية الذين يتخذون شعار: عشرون عاماً .. نزداد شباباً...

لن أضع اللوم على الدياب والبلحوس كما يفعل الكثيرون من مشجعي المنتخب، لأن ما وقعوا به أخطاء عادية قد تغتفر، لكن يجب أن يسلط الإعلام الهادف وبحق الضوء على الأخطاء التي لا تغتفر والتي تكون أقرب لكونها خطيئة من مجرد خطأ. قبل انطلاق البطولة كان اتحاد الكرة السوري يعمل جاهداً لستر فضيحة أن المنتخب الوطني بلا مدرب، والكل من الوطنين يرفض استلام المهمة، لأنها بالفعل المهمة المستحيلة بجزءها لعام 2011 لكنها هذه المرة ليست من بطولة توم كروز بل من بطولة تيتا الروماني الذي قبل بها، وحاول جاهداً أن يصلح ما أفسده السرية وفارس، حيث قبل بالأسماء التي وضعوها والخطط التي أرادوها تحت باب مجبر أخاك لا بطل ...

وشاءت الأقدار أن يفتتح تيتا البطولة بانتصار، وعلى حسب من ؟ على حساب الأخضر السعودي الذي كان مرشحاً لنيل البطولة والذي يعتبر من أفضل المنتخبات الآسيوية والعربية، وعندها ازدادت جرعة الأمل المفرط لدى جماهيرنا وراح الإعلاميون الذي تمادوا في ثقتهم بالمنتخب بالتأكيد على أن أول الغيث قطرة، وانهم كانوا على صواب بدعم المنتخب وتعليق الآمال عليه، ليوهموا حتى المسؤولين أن هذا المنتخب قادر على الوصول لكأس العالم 2014 وربما سيحصد الكأس الآسيوية هذا العام، ولم لا فلديهم كل المؤهلات والأهم الروح القتالية والحماس والاندفاع .

قبل انطلاق البطولة صرح السرية: " أنا أتحمل المسؤولية في حال الخروج من البطولة " وبعد الانتصار على السعودية، شهد الشارع السوري للمرة الأولى احتفالاً بسبب مباراة كرة قدم، وهذه النقطة الإيجابية للبطولة، فبعد أن كان ينزل فرحاً ببرشلونة ومدريد واسبانيا، خرج وقتها حاملاً العلم الوطني هاتفاً لمنتخب الوطن ويومها جاءت المكافآت للاعبين السوريين 5 آلاف دولا وتأمين صحي مدى الحياة ...

ولا نعلم إن كانت ستبقى بعد الخروج من البطولة ؟؟؟ خاصة أن رجوع البعض عن كلامهم ووعودهم وقرراتهم ليس بعيداً ولا بالأمر المستحيل فسرية يطل بعد خروج المنتخب من البطولة ليرجع عن قوله بتحمله مسؤولية الخروج لو حصل، وليسكت كل من يطالب باستقالته، لابل ويتهم من يطالب بها بعدم الوطنية، قائلأً: " مستعد أن أستقيل إذا كان هذا الشيء يفيد البلد، بس ياترى يلي عم يطالب باستقالتي هل يملك حساً وطنياً "

ليسمح لنا السرية بأن نقول له استقالتك ياسرية ... أفضل من استقالة الكرة السورية ومن قال لك أن الوطنية يدخل في تعريفها حضرتك، ,وان من يطالب باستقالتك سيكون عديم الحس بالوطنية هل تريد أن تضع مفهوماً جديداً للوطنية الذي عهدناه وتربينا عليه، بأن مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية ؟

لماذا في سورية فقط يستمر اتحاد كرة قدم مدة عشرين سنة بنفس الأسماء والأشخاص ولكن على طريقة لعبة الكراسي الموسيقية ... الأمير سلطان في السعودية أعفي بناء على طلبه ... ومدير المنتخب في السعودية يستقيل وحدكم أنتم أيها الجنرالات لا تؤمنون أن الساحة قد تأتي بمن هم أفضل منكم !

علي دياب كما تشير بعض المصادر أعلن اعتذاره للجماهير السورية واعتزاله اللعب الدولي على الرغم من حبه للمنتخب الوطني والسؤال: هل سبق أن معنا أن لاعباً أخطأ يعتزل ويستقيل من تمثيل منتخب بلاده؟ هناك مصدر موثوق يؤكد ان هذا الإعلان جاء بعد إهانة السرية له والضغوطات التي مارسها على اللاعب .

المصدر تاريخ السرية الذي سبق له أن أهان وشتم لاعبي الكرامة في مباراتهم مع الوحدة عندما نزل إلى أرض الملعب .. وكأنه داخل إلى حرب أو معركة !

من السرية إلى العقيد تاج الدين فارس نفس العقلية ونفس التصرفات قبل الخروج من البطولة كان العقيد تاج الدين يصرح أن مهمة المنتخب السوري صعبة والفوز على السعودية يحملهم مسؤوليات أكبر ولكن المهم الصورة المشرفة التي قدموها . عندما أثبتوا للجميع أن النسور لن يكونوا طعاماً أو لقمة سهلة لغيرهم .


ولكن بعد الخروج .... الرجل يصف لاعبي المنتخب أنهم كانوا بلا رجولة وافتقدوها خلال مباراتهم مع الأردن وهنا يحق لنا أن نتسأل ،هل الرجولة في نظره أن يأتي كل لاعب في المنتخب وكل إداري بزوجته وعائلته للسياحة والتسوق في قطر كما فعل حضرة العقيد ؟ إن كان هذا هو مفهوم الرجولة بنظره ... فيمكننا القول أن لا رجل في بعثة المنتخب إلاهو .. وأن من لعب هاجم وقدم الكثير وسجل ودافع وبكى .... ليس رجلاً !

إلى متى تمتنعون عن الاعتراف بالخطأ وتبحثون عن شماعات تعلقون عليها خيباتكم وسقوطكم؟

البطل تيتا .. أصبح المسؤول ... وربما يقصى عن المهمة المستحيلة مع ان البطل في الفيلم يبقى في كل الأجزاء عادة لكنها روعة الأفلام السورية الكروية ... البطل يتغير ويظل المخرج في كل الأجزاء .. المنتخب السوري قدم مافي وسعه، ومن واجبنا أن نشكره على الأداء المشرف والرجولي والبطولي الذي قدمه وأن نغض النظر عن خطأ مدافع هنا وحارس هناك فقد قدر الله وما شاء فعل.

لعل المسؤول الحقيقي عنه يستقيل ويخلص الكرة السورية فطالما بقي حال اتحاد الكرة السورية كما هو الآن .. فلا بطولات ولا ألقاب أعتقد أن الحل الأمثل يكون بوزارة للرياضة والشباب تبعد الجنرالات عن التحكم بمصير الكرة السورية فالبطولات والأفراح لا تكون ببث رسائل أمل كاذبة، والتستر وراء مدرب استلم المهمة المستحيلة قبل عشرين يوم من انطلاق البطولة التأهل لا يكون بتصريحات رنانة من الإداريين كما فعل السرية عندما قال بعد هروب المدرب : "... لا يهم .. لدي رجال يأكلون الأرض ولا يهابون الموت" وكأن المنتخب ذاهب إلى معركة تحرير وليس إلى بطولة كرة قدم !

الأحلام البعيدة عن الواقع تطير كما تطير العصافير أيها السوريون لا يحق لكم الحلم بالبطولات والألقاب إلا إذا أصبح للرياضة في وطننا الحبيب وزارة وأصبح عندنا المسؤولون عن الرياضة قادرون على تحمل الخطأ والاعتراف بها والاستقالة لمصلحة رياضة الوطن ..

حتى ذلك الوقت ... نلقاكم في كأس العالم إن شاء الله .

المساهمة مأخوذة عن موقع سيريا لايف الإلكتروني

سيريالايف-أحمد القاسم