خطفه الموت فخطف فرحي معه

ذهب أين ذهب أين هو الآن لما ذهب لا أعلم كل ما أعلمه إنه لن يعود لأن الموت قد سرقه مني وأخذه على غفلة الأيام دون أن يترك لي فرصة اللقاء الأخير اللقاء الذي كان من الممكن أن يخفف حزني وصدمتي وآلمي لفراقه .
كان صديقي وأخي وحبيبي وكل دنيتي كان مخبأ أسراري وملجأ همومي والوحيد في هذا العالم الذي استطاع أن يفهمني أن يعرف أدق التفاصيل عني .
كنت معه في أغلب اللحظات قضيت بصحبته أجمل أيام عمري .
كنا نتبادل المحبة بصمت عميق جعل من هذه الصداقة أخوة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معانٍ شتى .
قبل أن يمت بساعات تلقيت اتصالاً منه لكن لسوء الحظ لم انتبه للاتصال وبعد هذه الساعات أتلقى خبر وفاته هذا الخبر الذي هز كياني وكسر قلبي وفتته إلى هموم وألم لا يفارقني على غيابه .
كان يريد أن يودعني لقد عرف أن تلك الساعات كانت الأخيرة له في هذه الحياة الفانية هذه الحياة التي نقبل بخشوع بأن وجودنا فيها رهن إرادة المولى عز وجل الذي يدفعنا أن نرضى قضاءه وحكمه بكل إيمان وتواضع .
هي الحياة هكذا اختبار قصير رغم الطول المتفاوت لكن اختبار صديقي لم يكن سوى 17 عاماً .
المهم أن أكمل بقية حياتي وفياً لهذا الإنسان الذي لم أرى قلباً أطيب من قلبه ولا شاباً كمثل هذا الشاب .
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
إهداء من صميم قلبي إلى روح صديقي في الذكرى الثانية لوفاته .