الحرب المفتوحة بين غوغل وفيس بوك

إنها صرخة الحرب التي يترقبها الجميع: "فيسبوك" يسطو على أراضي "جوجل"، مقدماً إلى مستخدميه الذين يبلغون نصف مليار مستخدم، خدمة جديدة للتراسل. في الماضي، عندما كان أحد النبلاء يرغب في تحدي أحد نظرائه، كان يخلع قفازه ويلقيه تحت قدمي عدوه. أما الآن، فلم يعد هناك نبلاء أو قفازات! تخيلوا أن نبياً آخر مثل دواد النبي (أي الفيسبوك) يخلع قفازيه ويلقيهما تحت قدميّ جالوت (أي جوجل).

فقد بادر مؤسس"فيسبوك" "مارك زاكربرج"، بتوضيح مفاده أن خدمة البريد الإلكتروني الجديدة من "فيسبوك" ليست إلا وسيلة أ*** حتى يتواصل الأصدقاء معاً، وأنها بالتالي مجرد امتداد للهدف الذي أُسس من أجله "فيسبوك"... إلا أن كلامه هذا لا يمكن أن يخدع أحداً، لا سيما مراقبي صناعة الويب والمتخصصين في الشبكات الإلكترونية الاجتماعية الذي يتعرفون على أي تحدٍ بمجرد رؤيته.

تحدث "زاكربرج" إلى الإذاعية "لورا سايدِل" التي تعمل بإذاعة (إن بي آر) "الراديو القومي الشعبي"، وأوضح بأن بريد "فيسبوك" (إف بي) "هو نظام يعالج الرسائل بلا انقطاع عن طريق كافة وسائل الاتصال. كافة محادثتكم عن طريق التراسل الفوري، بريدكم الإلكتروني، رسائلكم، رسائلكم القصيرة (إس إم إس)، كلها مسجلة به ويمكنكم قطعاً الوصول إلى سجل يتضمنها كلها. إنها فكرة مبتكرة لأنكم خلال 5 أعوام، ستمتلكون أرشيفاً غنياً متضمناً كافة اتصالاتكم الماضية مع كل واحد من أصدقائكم وغيرهم من الأشخاص المحيطين بكم."

ألا يبدو هذا الأمر مألوفاً لكم؟ ربما، لأن "جوجل" تقدم نفس الشيء تقريباً! غير أن خدمة "فيسبوك"ستقوم بتنقيح الرسائل والبريد الإلكتروني لفصلها عن قائمة الاتصالات الخاصة بكم على "فيسبوك"ووضعها في ملف منفصل. وهو حقيقةً أمر مماثل تماماً للخاصية الجديدة التي تقدمها خدمة الـ "جي ميل"، باسم "صندوق البريد ذو الأولوية".

ويقول الباحث "فين برانتون"، الذي يجري دراسات عن الشبكات الاجتماعية بجامعة نيويورك، يقول:"أصبح"فيسبوك"في مجمله مؤشراً لسير حياتك اليومية. هو شيء يتيح لك إدارة كافة أوجه حياتك الاجتماعية تقريباً، و"المستجدات" التي تطرأ عليها، وتنظيم الأحداث أو اللقاءات والتجاوب مع أمور والتراسل بالبريد الإلكتروني وكل ما يترتب عليه من أمور أ***".

إن ذلك هو تقريباً نفس الهدف الذي وضعته "جوجل" للـ "جي ميل"! إلا أن مدير"فيسبوك"يملك بالتأكيد مدخلاً مختلفاً ويرفض الجدل المُثار حول هذا الموضوع، فيقول:"أشخاص كثيرون يغيرون عاداتهم فيما يتعلق بالتواصل للتوجه إلى هذا النظام المبسط للتراسل. وسنرى كيف سيتطور الأمر بمرور الوقت، ولكن إذا قدمنا منتجاً جيداً والناس يرغبون في استخدامه، فهم سيستخدمونه."