شكاوى بالجملة ضد مناهج التربية الجديدة في سورية

لم يكن يعلم والدا حمدان ويارا الطالبين في الصفين الرابع والخامس أن المناهج الدراسية الجديدة التي أقرتها وزارة التربية السورية مؤخراً ستجعلهما يقضيان وقتاً أطول مع ولديهمالم يكن يعلم والدا حمدان ويارا الطالبين في الصفين الرابع والخامس أن المناهج الدراسية الجديدة التي أقرتها وزارة التربية السورية مؤ***ً ستجعلهما يقضيان وقتاً أطول مع ولديهما بعد انتهاء الدوام المدرسي لمساعدتهما في حل ومذاكرة الدروس، وهذه العائلة ما هي إلاّ مثال ساقته إحدى الصحف المحلية لتطرح إشكالية جديدة يعانيها الأهل خلال تعاملهم مع المناهج الجديدة، وجواب وزارة التربية على هذه الإشكالية هو أن المناهج المطورة ركزت على أساسيات المعرفة كما ركزت على أساليب معالجة المفاهيم وكيفية اكتسابها مثل مهارة حل المشكلات ومهارة التفكير الناقد ومهارة استخدام التقنية ومهارة البحث والمطلوب من المتعلم أن يعتمد على الموضوع المطروح وفهمه وليس حفظه. وتضيف الوزارة في ردها أنه عندما يكتسب الأهل المهارات الأساسية المطلوبة سيكون العمل سهلاً على كتب المنهاج وتحاول المناهج المطورة تنمية المهارات الضرورية واللازمة للمتعلم وليس حفظ المعلومة فقط. وبحسب صحيفة الوطن، فإن جواب وزارة التربية السابق قد يناسب وينطبق على ذوي الطلاب الحاصلين على شهادات جامعية والمطلعين على وسائل الاتصال الحديثة والقادرين على تأمينها من انترنت وكمبيوتر وسواها من اللوازم التي باتت أساسيات في المنازل ولم تعد كماليات، ولكن ما الذي سيقوم به الفقراء والأميون من ذوي الطلاب الذين لن يستطيعوا تأمين تلك المستلزمات؟ وتضيف الصحيفة، حتى وإن استطاع هؤلاء تحقيق ذلك، فإن شوطاً معرفياً كبيراً يفصل بينهم وبين تلك التقنية كما هو حال الطفلين (ب و م) اللذين يعمل والدهما في جمع البلاستيك ليؤمن لهم قوت يومهم وبعضاً من حاجات المدرسة الأساسية كالدفاتر والأقلام، ويعملان هما أيضاً بعد المدرسة في جمع أكياس القمامة من المنازل لرميها وشطف أدراج الأبنية السكنية!.

ونقلت الصحيفة عن بعض الأهالي قولهم: إن بعض الأسئلة والمعلومات المطلوب البحث عنها في الانترنت يصعب إيجادها على أشخاص ضليعين باستخدام الإنترنت فكيف يمكن لطالب في الحلقة الأولى البحث عنها وإيجاد المعلومة وحده؟.

أما وزارة التربية فترى أن المطلوب هو تفعيل وتطوير قدرات المتعلم في الاتجاهات جميعها واستخدام التقانة ولكن ليس المطلوب أن يخضع الطفل إلى الانترنت في كل درس فقد تصادف مرة في الأسبوع أو نصف شهرية إن توافر والغاية من ذلك هو أن يتعرف الطالب إلى أن هنالك مصادر أ*** للمعرفة يمكن التعمق والاستزادة فيها عن الموضوع.

ويشتكي الأهالي من حاجة الطلاب إلى أخذ الكثير من الكتب والدفاتر والأدوات المدرسية إلى المدرسة ما يعني أن على الطالب أن يحمل وزناً ثقيلاً على ظهره، وتقول الآنسة هدى: ما ذنب الطفل حتى يحمل كل ذلك الوزن على ظهره كل يوم إلى المدرسة؟ ويمكن رؤية الطلاب وهم يعانون من حمل حقائبهم المدرسية على ظهورهم كل يوم. والانتقاد الآخر الذي يوجهه المدرسون هو عدد الطلاب الكبير في الصف ما يجعل من الصعوبة بمكان توزيع الطلاب على مجموعات وفق طرق تدريس المنهج الجديد إذ كيف يمكن توزيع طلاب صف يزيد عددهم على 50 طالباً في مجموعات ما دامت مقاعد الدراسة تكتظ بهم على حين أن توزيع الطلاب على مجموعات يحتاج إلى قاعة صفية أكبر ونوع جديد من المقاعد الدراسية وتوزيع مناسب لتلك المقاعد على حين أن المقاعد الحالية لا تناسب توزيع الطلاب.

ورغم تلك الشكاوى إلا أن الوزارة أكدت رداً عن سؤال «الوطن» أن المدارس التي فيها شعب يزيد عدد طلابها على 41 طالباً لا تشكل سوى 4% من مدارسنا مضيفة إن ازدحام الطلبة في بعض الصفوف لا يقف عائقاً أمام تنفيذ أي إستراتيجية تدريس يستخدمها المدرس.

مساهمة القطاع الخاص في العملية التعليمية من ناحية عدد الطلاب المسجلين في مدارسه في مرحلة التعليم الأساسي لا يزيد عن 2.67% من عدد الطلاب وفق إحصاءات وزارة التربية على حين تصل نسبة طلاب وكالة الغوث إلى 1.39% ليكون النصيب الأكبر للمدارس الحكومية والبالغة نسبته 95.94% من عدد الطلاب البالغ عددهم 4661872 طالباً وطالبة.

ووفق إحصاءات وزارة التربية الأخيرة لعدد الطلاب والمدرسين والمدارس والصفوف والتي تعود إلى العام الدراسي 2009-2010 فإن عدد مدارس التعليم الأساسي العامة والخاصة ووكالة الغوث يبلغ 17120 مدرسة منها 16626 مدرسة حكومية وتستوعب القسم الأعظم من الطلاب والبالغ عددهم 4472582 طالباً وطالبة في حين يبلغ عدد المدارس الخاصة 378 مدرسة فقط ومدارس وكالة الغوث 116 مدرسة.

أما عدد الشعب الصفية فيبلغ 172250 شعبة يصل عدد الشعب الحكومية منها إلى 165977 والخاصة إلى 4580 والغوث 1693، على حين يبلغ كامل عدد الهيئة التدريسية والإدارية في القطاعات الثلاثة 271782 مدرساً وإدارياً منهم 263200 في القطاع الحكومي و6345 في الخاص و2228 في مدارس وكالة الغوث.

وفي المرحلة الثانوية يبلغ عدد الطلاب الكامل 392960 طالباً وطالبة منهم 374485 في القطاع الحكومي و18475 في الخاص أما عدد المدارس فيصل إلى 1820 منها 1708 في العام و112 في الخاص ويصل عدد الشعب إلى 13132 منها 12454 في العام و678 في الخاص.

أما عدد الهيئة التدريسية والإدارية في التعليم الثانوي فيصل إلى 48956 منهم 45856 في العام و3100 في الخاص.
وبالإجمال فإن عدد الطلاب في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي يبلغ 5054832 منهم 4847067 في المدارس الحكومية

المقال منقول عن الموقع الإلكتروني سوريا اليوم
فقط لأخذ العلم.